ما خيبت ظنهم أيها البطل!
ما خيبت ظنهم أيها البطل!
كتبت / غنية الشبيبي
مازال الوجع يناغي قلوبنا ينتزع منها مبسما عطرا مكث في أعماقها زمنا غير قصير، وهل تلام تلك القلوب المفجوعة؟ وقد سلب منها الفناء روحا عزيزة أظلت القاصي والداني بظلال الحب والتضحية والعطاء، وفرشت بساط المجد بهيا مزهرا…
لا والله لا تلام!
لقد حفر الفراق في قلوب العمانيين جرحا غائرا يكبر كلما أبصرت أرواحهم تلك العطاءات الجليلة التي منحها حبيبهم لعمان.. عطاءات تحلق في فضاءات العالم المتباينة.. تحلق بحب وسلام وأمان مبتهجة فخورة بذلك البطل الذي نفض عن عمان قسوة الماضي و لوعة الحاجة و بؤس العزلة..
فراقك يا قابوس ألم دفين لن يبرأ ما حيينا، إنه مواز لتلك الهالة النورانية من الحب التي أحاطك بها شعبك الوفي على مدى خمسين عاما منذ قدومك العظيم على عرش عمان وهم ينظرون إليك وفي أعينهم تلتمع حكايا الأمل و تشرق حدائق التفاؤل .. وما خيبت ظنهم أيها البطل! بل مددت يد الحب والاحتواء لعمان… عمان ابنتك التي صنتها من غدر العوز و شر المحن وازدانت بحبك ورعايتك فغدت عروسا وأي عروس! جميلة زاهية ينبت الخصب بين تفاصيلها زهر النماء و نضارة الحياة..
نعم أيها البطل… ما خيبت ظنهم حين أحبوك و اجتمعوا حولك رافعين راية الولاء… مسدلين ستائر الماضي المؤلم وقلوبهم المهترئة تسترق النظر بلهفة إلى القادم.. وأنت أيها البطل ما خيبت ظنهم…
رحمك الله يا سيدنا وأبونا الحبيب.. رحلت ولم ترحل…رحلت عن الحياة الفانية لكنك لم ولن ترحل من قلوبنا…هناك في قلوبنا المفجوعة بك تعيش ببسمتك الجميلة و قلبك الرحيم و عقلك النير.. تعيش بروحك العاشقة للسلام.. تعيش بنظرتك الثاقبة للمستقبل.. تعيش بحكمة العربي الأريب… تلك الحكمة التي يمتح من معينها العالم..
رحمك الله أيها البطل العظيم..