•••”القراءة سلاحُ المعرفة الذي يتصدى للأفكارِ الزائفةِ”
•••”إنّ الفوز في مسابقةٍ كهذه ليس حدثًا عابرًا”
•••”حان الوقت لنحيي القراءة من جديد في مدارسنا وبين طالباتنا”
حاورت/آسيا بنت فاضل البلوشية
“تحدي القراءة العربي” هو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي. وبمناسبة فوز مدرسة عاتكة بنت أبي صفرة بالمركز الأول على مستوى السلطنة كأفضل مدرسة مُشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي(النسخة الرابعة)، كان لنا الحوار التالي مع الأستاذة فوزية بنت سعيد اللمكية معلمة مادة اللغة العربية والمشرفة على المسابقة بالمدرسة.
▪▪فالبداية مبارك لكم الفوز، هل لكِ أن تقدمي لنا نبذة عن مسابقة«تحدّي القراءة العربي»، وآلية التسجيل فيها؟
إن مسمى هذه المسابقة هو ” تحدي القراءة العربي”، جاءت هذه الفكرة كمبادرة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائبُ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وذلك لرفع الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها الجوهري في إحياء عادة القراءة لدى الطلاب العرب. تشمل هذه المسابقة طلاب المدارس من الصف الأول الإبتدائي وحتى الثاني عشر. الفكرة تتم من خلال المشاركة بقراءة مجموعة من الكتب خلال خمس مراحل متتالية تتضمن كل مرحلة قراءة عشرةُ كتب وتلخيصها، بعد ذلك يتم اختيار الطلبة من قبل المدرسة للتمثيل على مستوى المحافظات، وأخيرًا يتم اختيار عشرة طلاب على مستوى السلطنة، بينما يمثل الطالب صاحب المركز الأول الدولة في التصفيات النهائية للمسابقة على مستوى الوطن العربي في دبي في شهر أكتوبر من كل عام. تتم آلية التسجيل من خلال موقع إلكتروني خاص بالمسابقة يتم فيه إرفاق أعداد وأسماء الطلاب الذين يودّون المشاركة في المسابقة مع المشرف المتابع لهم، إضافةً إلى ذلك تجهيز ملف خاص بالخطة المتبعة والفعاليات والمبادرات القرائية داخل المدرسة وخارجها حيث تتم متابعة الأعمال وتقييم الطلاب في مدرسة أحمد بن ماجد الخاصة المركز المعتمد للمسابقة في سلطنة عمان.
▪▪برأيك ما أهمية مثل هذه المسابقات لطلبة المدارس؟
إنّ أهميةَ هذه المسابقة ينبعُ من أهمية نشر فكرةِ القراءة التي تحيي بدورها تساؤلاتِ العقل حول ما يقرأُ هذا الطالب. إننا في ظلِ التحديات المعاصرة نرى بأنّ القراءة سلاحُ المعرفة الذي يتصدى للأفكارِ الزائفةِ. إننا نؤمنُ جميعًا بأنّ الفكر لا يولدُ دون معرفة وإنّ هذه المعرفة لا تتأتى إِلَّا بالقراءة، وكما يعلمُ الجميع أنّ طلابَ اليومِ هم أجيالُ الغدِ وأنّ إعدادهم للمستقبل يتطلب توعيتهم بأهمية اكتساب المعرفةِ بشتى أنواعها. إنّ القراءة لا تعني بدورها اكتساب الثقافةِ فحسب بل المشاركةِ في عرضِ الأفكار وطرحها على طاولةِ النقاش ليتسنى لهذا الطالب فهم التحليل المنطقي الذي انطوت عليه هذه الأفكار. إننا بحاجة ماسّة إلى تأهيل الطلاب تأهيلاً يضمنُ قدرتهم على قراءة الفكرة ومناقشتها.
▪▪ماذا يعني لكم هذا الفوز؟ وما أثره على الإدارةِ والمعلمات والطالبات؟
لا يمكنُ لأيِّ نتيجةِ فوزٍ أن تمضي دونَ أن تترك الأثر، وإنّ الأثر لعظيم. ندركُ أن النتائج المشرّفة ما هي إِلَّا نتيجةَ جهودٍ مضنية وعندما تُقابل هذه الجهود بالتكريم والتقدير فإننا لا نتهاون لحظةً واحدة عن بذلِ المزيد. المزيد الذي ينهضُ بهذه الأنشطةِ ويجعلها نصب عينِ الإدارةِ والمعلمات والطالبات. إنّ الفوز في مسابقةٍ كهذه ليس حدثًا عابرًا لأنه لا يعني التكريم فحسب بل يعني أننا قطعنا شوطًا في تحقيقِ هدفٍ معرفيٍّ وثقافيّ. هذه الفرصة الثمينة أعطت مؤشرًا لإمكانيةِ تقديمِ المزيد في المستقبل القريب.
▪▪ ما دور الأنشطة الطلابية في نشر ثقافة القراءة بين طلبة المدارس؟
لا شكّ أنّ الأنشطة الطلابية وعلى وجه الخصوص نشاط الفنون الأدبية قطع شوطًا طويلاً في نشرِ ثقافةِ القراءة وتشجيع الطالبات على مزاولتها من خلالِ تفعيلِ حصصِ ” النشاط” وكان أثرُ ذلك بيّن. إنّ الطالب في بيئةٍ تعليمية كهذه يستحقُ ما هو أوسع وأشمل من خلال تفعيلِ مسابقاتٍ كمسابقةِ ” تحدي القراءة العربي” الذي ينهضُ بالقدرات العقلية والمواهب الفردية ويؤهلها للمنافسةِ على مستوياتٍ أعلى. إنّ الفرصَ كلّما اتسع نطاقَها كلما أتاحت للطالب فرصةَ تطوير مهارته وتعزيزها. إنّ جل الحديثِ يتركزُ حول أهمية تفعيل هذه المسابقاتِ وتوحيد الجهود للبدءِ فيها. حان الوقت لنحيي القراءة من جديد في مدارسنا وبين طالباتنا.
▪▪ما الخطة التنفيذية، والفعاليات التي رسمتموها للمرحلة القادمة؟
إنّ مواصلة الإنجازِ لا يقفُ عند حدٍ معين؛ لذا فالخطة القادمة ترتكزُ بشكل أساسي على تطوير الفعاليات والمبادرات القرائية وتخصيصِ مزيدٍ من الوقتِ والجهدِ لاستحداثِ أفكارٍ جديدةٍ تتعلقُ بتشجيع الطلاب على ممارسة عادةَ القراءةِ بشكل أوسع وأكثرُ فائدة، كتفعيلِ مسابقةٍ جديدةٍ تحت مسمى ” سفراءُ القراءة”، وإعدادِ ملتقياتٍ تجمعُ القرّاء من الطلبة، والحرص على تفعيل جلساتٍ حوارية تحت مسمى ” حوارات طلابية تخصُ القراءة بين المدارس” تأهيلاً لمشاركتهم في مسابقات تنافسية ترقى بمستوايتهم المعرفية.