حاوره / يوسف بن أحمد البلوشي| نقلاً من جريدة وجهات
****
من سائق ومرشد سياحي إلى صاحب شركة سياحية
****
باع سيارته الخاصة لجمع رأس المال والآن لديه اسطول من 20 حافلة
****
يقول: ادخال قطاع النقل ساعدني في الوصول إلى ما وصلت اليه اليوم
****
السياح يعبرون عن إعجابهم بمقومات السلطنة ويستغربون من ضعف الترويج
****
التأشيرة الإلكترونية رائعة ولكن يجب تأخير الدفع إلى مرحلة ما بعد الموافقة
****
علينا تغيير اتفاقيتنا السياحية مع دبي لتشمل كل الإمارات
يعتبر حميد المجيني صاحب شركة السياحة الذهبية العمانية، رجل عصامي، بدأ حياته في قطاع السياحة من الصفر، بعد أن خرج من عمله الحكومي الذي عمل فيه لسنوات حتى العام 2001.
وبالطبع دخوله في عالم العمل الحر لم يكن مفروشا بالورود، فحينما فكر بالمغامرة للدخول في المجال السياحي بعد أن انشاء مؤسسته الصغيرة، أضطر إلى بيع سيارته الخاصة من أجل أن يوفر رأس المال لمشروعه.
وبلا شك فإن فكرة إنشاء مؤسسته جاءت بعد أن عمل سائقا في احدى الشركات السياحية، يقوم بأخذ المجموعات السياحية إلى عدد من المواقع السياحية، حسب خطة العمل المرسومة من الشركة. واستمر في عمله حتى عام 2002، انتقل بعدها للعمل في وظيفة مرشد سياحي، لمدة سنتين، اكتسب خلالها الخبرة بجانب شهادته الجامعية ولغته الانجليزية التي ساعدته في شق طريقه لعمله الخاص.
وتم إنشاء المؤسسة الخاصة به بالتعاون مع أحد زملائه، ويقول في حديثه مع “وجهات”، جاءت فكرة إنشاء هذه الشركة بناء لما يحتاجه السوق وليس لمجرد انشاء شركة لاهداف عامة.
مركبة واحدة
ويقول مستطردا، لم أبدأ عملي في الدخول مرة واحدة بل بدأت بشراء مركبات مستعملة لبدء المشروع، وكان حينها رأس العمل حوالي 10 آلاف ريال، حتى لا ادخل في القروض والديون لاني لم أكن واثقا بنجاح المشروع مباشرة، وحتى وجدت أن الأمور تسير بشكل حسن تم استبدال المركبات القديمة بسيارات حديثة.
ومع بداية سير المشروع، فكرنا ان نضيف نشاط آخر مع السياحة، وفِي عام 2007 قررنا إضافة قطاع النقل في المشروع، لاهمية النقل أيضا في دعم القطاع السياحي، وفِي 2008 اشترينا أول حافلة نقل، بجانب وجود سيارات دفع رباعي واُخرى سيارة صغيرة، حيث وجد السائح الذي يأتي إلينا كل متطلباته من حيث نوعية المركبات التي يحتاجها.
وكان عام 2009 كانت أول مشاركة حقيقة لقطاع النقل، فقد قمنا بنقل المشاركين من الفرق الشعبية من الولايات في فعاليات مهرجان صلالة السياحي، كما حصلنا ايضا في 2009 على عقد أساسي لنقل المنتخبات المشاركة في دورة كأس الخليج التي استضافتها السلطنة، وكذلك نقل مشجعي المنتخبات المشاركة من المطار الى موقع المباريات. واستمر الوضع – حسب ما يشير اليه حميد المجيني- ان هذا كان دافعا للشركة وعملا مشتركا مع النشاط الآخر والمتمثل في السياحة.
وفِي العيد الوطني الأربعين، حصلنا على عقد جيد لنقل المشاركين في فعاليات العيد الوطني المجيد، وكان تلك هي البداية الحقيقية للشركة ونموها، كما أننا حصلنا على عقد نقل الفرق المشاركة في البطولة الآسيوية الثانية للكرة الشاطئية التي استضافتها السلطنة.
ادخال النقل
ويقول حميد المجيني، ساهم دخول قطاع النقل في تعزيز النشاط السياحي، وحققنا نجاحا جيدا واصبح الآن القطاعين يسيران معا من نجاح الى نجاح، حيث تمت إضافة مركبات أخرى تدعم النشاط السياحي وكذلك المشاركة في المعارض السياحية الدولية والالتقاء بالشركات السياحية، وتم دعوة شركات سياحية لزيارة السلطنة على نفقة الشركة بهدف التسويق للسلطنة في تلك الدول وجذب الأفواج السياحية، وأثمر هذا العمل بشكل جيد وحققنا أهدافنا، وأصبحنا نملك اليوم أسطولا من السيارات يصل الى 20 سيارة من مختلف الأنواع، وفِي كل عام نحاول أن نعزز الشركة بتوجهات اخرى مِن أجل التوسع في عملنا.
ويضيف المجيني قائلا في حديثه مع “وجهات”: نحن اليوم الشركة السياحية الوحيدة في السلطنة التي تملك حافلات البيوت المتنقلة، ومركبات خاصة لرجال الأعمال وحافلات اخرى مخصصة للسياح. مشيرا الى ان قطاع السياح يعتبر قطاعا واعدا ولكنه في نفس الوقت قطاع حساس، كونه قطاع عالمي، وبالتالي يتأثر بما يحدث في العالم.
لذلك ان هذا القطاع يحتاج من اي واحد يود انشاء شركة سياحية يجب ان يقوم بدراسة الجدوى وان تكون دراسة حقيقية وواقعية. وكان كثير من الشباب بدأ عمله في القطاع بإنشاء شركة سياحية ولكنه للاسف لم يستمر وتم اغلاق نشاطه، لانه لم يبدأ بشكل صحيح حسب الخطط والممارسة، فالبعض ليس لديه خبرة في المجال ولكنه أراد المغامرة بفتح شركة سياحية.
إعجاب السياح
ويستطرد حميد المجيني في حديثه مع “وجهات” فيقول، نحن في الشركة دائما نعطي السياح فرصة للتعبير عما شاهده أو بمعنى يبدي رأيه عبر الأجهزة الألكترونية سواء عن الشركة او السياحة في السلطنة، وفِي الحقيقة الكثير يبدي أعجابه بالمقومات السياحية في عُمان ، ولكن في الجانب الأخر يقولون انتم لا تروجون لبلادكم بشكل صحيح حتى يعرفها العالم.
ويقول: ينبهر السياح حينما يأتون إلى السلطنة بالقيم والعادات العمانية واخلاق العمانيين والأمن الذي تتمتع به السلطنة والكنوز التي تزخر بها السلطنة سواء تضاريس او تاريخ او الشواطىء النظيفة وغيرها من المقومات الجاذبة للسياح.
تسويق
وأشاد المجيني بما تبذله وزارة السياحة من جهود كبيرة في الترويج والتسويق، ويؤكد ان التسويق ليس معني بالوزارة فقط او جهات حكومية اخرى فقط، ولكن يجب ان تتظافر الجهود لتسويق عُمان سياحيا، وخاصة بالتكاتف مع الشركات السياحية العُمانية التي لها باع طويل في المجال من أجل رسم سياسة واضحة للترويج السياحي المستقبلي، لان السياحة تجارة في نهاية المطاف، ومرات التجارة تشهد نشاطا جيدا ومرات تشهد خسارة، ونحن علينا ان نرسم استراتيجية تسويقية، كون التسويق علم في حد ذاته.
وبالتالي على الجهات المعنية ان نضع الرجل المناسب في التسويق في المكان المناسب، وليس فقط نقل موظف إداري واجعله في موقع التسويق، وليس عيبا ان تتم الاستفادة من بعض الخبرات المحلية التي لها باع طويل في التسويق والترويج السياحي.
مكاتب التمثيل السياحي
ونتطرق في حديثنا مع حميد المجيني صاخب شركة الذهبية للسياحة، الى دور مكاتب التمثيل السياحي التابعة للوزارة في عدد من الدول، فيقول: لا شك ان لهذه المكاتب دور في الترويج، ولكن هناك حلقة مفقودة، فحينما نقوم بطرح سؤال على السياح عن كيفية معرفته بالسلطنة، فيقول انه عن طريق الموقع الالكتروني او أشخاص او قرأ مقالا في مجلة او صحيفة ، ولكنه لم يتعرف على عُمان عبر مكاتب التمثيل السياحي، فمنذ خمسة عشر عاما لم يقل لي احد من السياح انه عرف عن عُمان عبر مكتب تمثيل السياحي تابع للوزارة.
وأكد حميد المجيني لربما ايضا هذه المكاتب لا تعمل بشكل مباشرة في الترويج، يمكن من خلال مكاتب وشركات سياحية، وهذا امر جيد ايضا، ولكن علينا أن نعمل على مراجعة عقود بعض تلك المكاتب التي لا تعمل بشكل فاعل ولا يجب ان نعطي مكتب عقدا اكثر من 5 سنوات، لأننا نلاحظ ان بعض تلك المكاتب عملها يكون مختلفا في السنوات الخمس الأولى عن اذا ما جدد له بعد ذلك لسنوات اخرى.
ويقول؛ كما أننا نلاحظ وجود تحفظ لهذه المكاتب للتعامل مع الشركات العمانية ولا يعطي اي شركة اي معلومة تحتاجها الشركة العمانية عن السوق الذي يوجد فيه مكتب التمثيل السياحي.
وآخر مرة لما اجتمعنا مع مكاتب التثميل في مسقط الشهر الماضي، فحينما طلبت شخصيا معلومات عم شركات سياحية في تلك الدول قالوا لنا ان هذه أمور خاصة لا يمكننا ان نوفرها لكم .
واشاد المجيني بدور عدد من السفارات العمانية في الخارج، التي تقدم الدعم للشركات العمانية وهذا حسب ما يقول – المجيني- يكون عبر جهود وعلاقات شخصية وليس عبر الوزارة. ونحن نشكرهم على دعمنا والتسهيلات التي يقدمونها حينما نتواصل معهم للمشاركة في معرض او طلب ما يخص امر سياحي.
العمل في الإرشاد السياحي
ويتطرق حميد المجيني في حديثه، الى أهمية ان يكون اي خريج جامعي يود الدخول في مجال الإرشاد السياحي، ان يبني نفسه بنفسه، لأننا في الحقيقة نحن اليوم نواجه مشكلة مع عدد من الخريجين وخاصة خريجي جامعة السلطان قابوس وايضا كلية عُمان للسياحة، حيث يأتي هذا الخريج للعمل وهو عنده شهادة بكالوريوس، ولكنه للاسف ما عنده أسس عمل الارشاد السياحي، مثلا كثير منهم لا يعرف مساحة السلطنة وهي أبسط معلومة او لا يعرف عن طرق السلطنة او مميزات كل محافظة عن اخرى، فهذه معلومات عامة يجب ان تتوفر في كل من يريد الدخول في الارشاد السياحي.
ونحن نطالب وزارة السياحة بعمل اختبار للمرشدين السياحيين قبل اعطائهم بطاقة مرشد سياحي، حتى يكون المرشد السياحي ملما بعمله ولديه مخزون ثقافي ومعلومات كبيرة عن السلطنة.
وينصح حميد المجيني الشباب المقبل للعمل في مجال الإرشاد السياحي ان يثقف نفسه ويتعلم أسس هذا المجال واخلاقيات العمل في الإرشاد السياحي وكيفية العمل في مجموعة سياحية.
تخطيط ضعيف
وطرق حميد المجيني إلى ضعف البنية الاساسية في القطاع السياحي فقال: علينا ان نفصل بداية بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية. فالسياحة المحلية او الداخلية تتم عبر أشخاص في البلد يودون الذهاب لمكان ما من دون تخطيط مسبق، فقد قرر وذهب، وهذا خطأ في حد ذاته، على اي إنسان ان يخطط لرحلته ويتعرف على المواقع التي سيزورها واين سيتوقف للأكل او الصلاة او اين يجد دورات مياه. ففي بعض الأحيان تجد احدهم يريد ان يصلي ويكون قبل عشر دقائق مر على مسجد لكنه لم يتوقف لانه يقول “راح نصلي قدام”، ولكنه لا يجد مصلى او دورة مياه حينها.
ويضيف المجيني وحقيقة نحن لا نواجه اي مشكلة مع السياح القادمين من الخارج، لانه كل شيء مخطط له، لذلك تجد التذمر الموجود عند السياحة الداخلية سببه عدم التخطيط من الناس، بينما كل شيء متوفر معك وفِي متناول يديك، اذا تم التخطيط له بشكل صحيح.
التأشيرات الالكترونية
ويؤكد حميد المجيني الى دور شرطة عُمان السلطانية في موضوع التأشيرة الالكترونية التي بلا شك حلت مشكلة كبيرة كانت سابقا، واعطت دافعا للسياح لزيارة السلطنة، ولكن تبقى هناك نقطة هامة، مع اي نظام جديد وبعد التدشين علينا بالمراجعة، والتعرف على المشكلات التي تواجه النظام، فمثلا النظام الحالي فيه مسألة بسيطة نتمنى حلها، ألا وهي ان السياح لما يقدموا للحصول على التأشيرة يطلب منهم النظام دفع المبلغ المالي، قبل اكمال الاجراءات ، وحينما يتم رفض الطلب مثلا لا يتم ارجاع المبالغ للسياح، وهذا مطلب على الجهات المعنية حله سريعا لاهميته للمصداقية مع السياح، بحيث يتم وضع موضوع الدفع في اخر الأمر وهنا يتم حل المشكلة الحالية.
وأشار حميد المجيني الى مسألة التأشيرة مع عدد من دول الخليج وخاصة مع دبي وقطر، وأشار الى استفادة جيدة للسلطنة من دخول المقيمين في دبس الى السلطنة، لكم المشكلة ان هذه الاتفاقية تسري على إمارة دبي فقط وليس دولة الإمارات كاملة بمعنى ان المقيمين في دبي هم يستطيعون الدخول الى السلطنة وليس كل المقيمين في دولة الإمارات، لذلك نأمل تعديل هذه الاتفاقية لتشمل كل الإمارات وليس المقيمين في إمارة دبي فقط.
اما عن الاتفاقية مع قطر فإنها لم تحقق الأهداف المرجوة حيث لا توجد نسبة جيدة من السياح أو المقيمين في قطر يأتون الى السلطنة للسياحة في نفس الوقت الذي يزورون دولة قطر.