من أعمال المشاركين في برنامج التطبيق الإعلامي لمصنعتنا، بعنوان: حياتك من صنع قرارك، عمل المُشاركة رحمة الهدابية
بقلم : رحمة بنت صالح الهدابية
حياتنا بمثابة مسرح كبير كلنا داخلون فيه بمجرد ولادتنا فيه وجميعنا سنغادره ونخرج منه بمجرد وفاتنا فيه وما بين الدخول إليه والخروج منه تتشكل هنا قصة وحياة كل واحد منا في الفترة الزمنية القصيرة والتي لطالما رسمها وسعى إلى أن يعيشها وفق مايريد وما خطط له من العيش الكريم على هذه الأرض.
فعمرنا قصير وقصيرا جدا لا يحتمل أن نفرّط أو نضيع من دقائقه المحدودة هذه في أمور لا تجلب لنا إلا التعاسة والألم أو حتى إهدارها في الاستمتاع والتلذذ بمظاهرها الجذابة وممتلكاتها الخاصة دون إدراك القيمة الحقيقية لهذه الأوقات المهدرة في القيام بأعمال ومهام كفيلة بتغيير واقع حياتنا إلى الأفضل.
فعندما تمتلك الرؤية الواضحة والنظرة الثاقبة نحو أهدافك وأحلام التي تريد أن تحققها في المستقبل وتسعين بكافة الوسائل المتاحة لتنفيذ كل هذه الرؤى والخطط سيصبح بعد ذلك لحياتك طعمها الخاص ومذاقها المختلف في عيشك وتواجدك فيها؛ لأن لا شيء يشغلك في هذا العالم عن ما تريد تحقيقه.
فحياتنا قبل كل شيء مرتبطة بقراراتنا المصيرية حيال شكل ووضع الحياة التي نريد أن نحياها فلا مجال للحظ أو الصدف مثلما يؤمن بها الكثير في تغيير مسارات حياتنا ما لم نمتلك نحن في الأصل القرار الحاسم في تغيير ما نحو فيه لمعاناة قمم النجاح والإنجاز.
فالسعيد منا هو من قرر أن يكون سعيدا بإبتسامته التي تعلو على محياه وتغاضيه عن أمور لو دقق فيه وحمّلها على محمل الجد لما أصبح اليوم من أكثر الناس تبسما وسعادة.
وهذا الحزين أو الكئيب هو من قرر أن يكون كذلك لرؤيته السوداوية والتشاؤمية للأشياء من حوله وعدم إيمانه وتفاؤله بأن القادم دائما ما يكون جميلا ويحمل الكثير من البشارات مادام في علم وتقدير المولى _عز وجل_.
والناجح هو من قرر أن يكون ناجحا لجده واجتهاده وكفاحه المستمر في دروسه للحصول على أعلى العلامات.
والتاجر هو الذي قرر أن يكون تاجرا لفهمه واستيعابه لعلوم التجارة وفنونها عدا على ذلك استثماراته الواسعة في مختلف المجالات.
فالحياة أبسط من كل هذا التعقيد الذي يراه عليها البعض فهي لا تحتاج إلا لقرار شجاع نلتزم به حتى نتحصل على ما نريد من هذا القرار… فكل من نجح وتفوق وبرز وتميز لم يكن كذلك لولا أنه أخذ القرار النهائي والأصعب لتغيير مجريات حياته ليكون اليوم على ما عليه من إبداع وتميز.
فلا سلطة لأحد عليك سواء أكان أب أو أخ صديقة أو صديق لنرمي عليهم غضبنا في لوم وعتاب لتغيير مسار حياتنا لأننا نحن المسؤولين بالدرجة الأولى عن تسيير حياتنا بالشكل الذي نطمح إليه ولا يستطع أي من كان أن يرسم أو يمسك بزمام أمور حياتنا إلا إذا سامحنا نحن بذلك.
فليكن من بعد اليوم شعارا خاصا بك تفخر وتفاخر به أمام الآخرين بأن “حياتك من صنع قرارك” أنت من يحدد ويقرر قبل أي شخص آخر كيف تريدها أن تكون لتستشعر من خلال ذلك المعنى الحقيقي للنجاح وأنت تتخطى كل عقبة تواجهك وأنت بكامل نشاطك وحماس لتخطي ما يعقبها من عقبات وصعوبات أخرى بروح مفعمة بالإرادة والعزيمة “فحياتي من صنع قراري” ليس مجرد شعارا يرفع ويتداول بقدر ما هو واقع وحقيقة ينبغي تطبيقه للفوز بثماره الوافرة. فكل من كافح واجتهد سيحصد لا محاله كل النجاحات والتميز مستقبلا.