حاورته: ذكرى بنت صالح الجرادي.
.
على قدر القرب نلمس واقع الأشياء،و على قدر الغوص الطفيف في دهاليز ذوات أفنان عرفتها مكتبة أيلول.
أقامت مكتبة أيلول مقابلة مع الشاعر عبدالملك بن إسماعيل البلوشي تحت عنوان” ذوات أفنان عن قرب”.
متقدمًا البقية أتى السؤال عن بداية إصابة الشاعر عبدالملك البلوشي بلذة ذوات أفنان فأجاب قائلا:”مارست الشعر في المدرسة، كانت بداياتي في الصف الخامس و كانت عبارة عن أناشيد أكتبها و ألحّنها لم تكن بمستوى النشر حينها، و انتقلت إلى الصف السادس و كنت متأثرًا جدًا بنزار قباني كتبتُ الشعر الحر أو النثر لا أدري ما كنت اسميه آنذاك، و أعرض قصائدي على معلم اللغة العربية، و كان يشيد بها و ينعتها بالنّزارية، نسبة إلى الشاعر السوري نِزار قبّاني، أما عن بدايتي الفعلية في الشعر فكانت في سنتي الجامعية الأولى بعد أن تعلمت الوزن و العروض بالشكل الصحيح و استطعت أن أبني قصيدتي بشكل صحيح و لائق.
و لما كان لكل شاعر مُلهمة قال هنا عبد الملك أن ملهمته هي صاحبة الإهداء و أن هي من أشعلت فتيل الشعر فيه منذ البداية، و سمّى الديوان باسمها تيمنًا بها و ستظل هي ملهمتهُ حتى آخر إصدار.
.
بلسان عبد الملك عن بيئته التي دفّقت أنهار الشعر منه:”لن أدّعي بأنني أتيت من بيئة شعرية بحتة، ولكن والدي كان متذوقًا نهِماً للشعر و للفن بشكل عام، و أخي الأكبر مني فنان و شاعر و ملحن و مغني و أحد إخوتي ملم جداً و حافِظٌ ماهرٌ لشعر الميدان المنتشر بشكل خاص في محافظة الباطنة، قد يكون تأثري بإخوتي له دور في انبثاق هذه الموهبة من عبدالملك، و لكن إستمراري في قراءة الشعر العربي و بشكل خاص الشعر النِّزاري و سماعي له من حنجرة القيصر الفنان كاظم الساهر له دور كبير في توسيع مداركي و أحاسيسي في الشعر.
الشاعر عبدالملك البلوشي من الشعراء الذين تكلّمت المرأة في شعره فلما سُئِل عن الرسالة التي أرادها عبدالملك من تخصيص ثلاث قصائد في الديوان بلسان المرأة أجاب قائِلا:”هذه القصائد تعبر عن حالات عاطفية مرت بها بعض النساء في مجتمعنا، و وصلت لي هذه الحالات بأدق تفاصليها لأحوّلها إلى قصيدة تعبّر عن حال هذه الأنثى و تلك بدقيق أحاسيسها و مشاعرها، رسالتي في هذه القصائد هي رسائل تلك النساء للمجتمع فبسبب ندرة الشاعرات لا نجد من يعبر عن المرأة بلسانها و يلتفت لمشاكلها و تحدياتها في المجتمع، و أن تكتب بلسان المرأة و بأحاسيسها الخاصة تجربة صعبة فعلًا”
يحرص عبدالملك على أن يواكب حرفه مقاس إحساس مستمعين و قرّاء ديوانه لذلك و بما أن مستمعيه من فئة الشباب خاصة فهو يفضل القصائد العاطفية التصويرية و هي قصائد جماهيرية فيأخذها على محمل التقديم، و لكنه لا يتقيّد بنوع معين من الشعر، يكتب القصيدة كما تأتي بأفكارها و أحاسيسها اللحظية، و يحرص على أن يخرجها بآخر صيحات الساحة من الأساليب الفنية.
حين سُئل عبد الملك عن تطلّعه لإصدار جديد أجاب:
“إصداراتي أبنائي و لكني أطبق سياسة المباعدة بينهما، على الرغم من جاهزيّة الإصدار الثاني و إمكانية إصداره مع ديوان ذوات أفنان إلا أنني أردت التريث حتى السنة القادمة، لنعطي ذوات أفنان حقها من الحياة”
أُختُتِمت هذه المقابلة بالشطر الأقرب إلى الشاعر عبدالملك البلوشي الذي يقول فيه:
“مرت و ضحكـتها بقت في خاطري عطشى
ليت الصدف ترضى تجمعنا و ترويها”