” محب القرآن ومعلمه ومفسره ابن المصنعة المقرئ أبو عبدالبصير الشيخ حسن بن محمد الفارسي يودع عالمنا “
” محب القرآن ومعلمه ومفسره ابن المصنعة المقرئ أبو عبدالبصير الشيخ حسن بن محمد الفارسي يودع عالمنا ”
كتب / عثمان السعدي
ببصيرة متفردة اختط أبو عبدالبصير مسيرته في سماوات من العطاء النابض بالخلود، فاُقْتِدَّت تلكم المكانة له وحده، إذ لم يثنه فقد البصر عن التمكن في علوم الشريعة
التي استقاها من الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية الذي درس فيه المرحلة الثانوية والجامعية، فكان الهمام في الطلب، مجتهدا في بلوغ الأرب، فلفت انتباه مشايخه، فوهبوه ما لديهم من ألطاف المعارف الشرعية واللغوية، فلا غرو أن يتمكن فيهما فكان اللغوي الألمعي، والقارئي البارع، لتتهافت عليه الإذاعات والمجالس لتسجيل قراءته، فلقد كان له تسجيلات إذاعية تبث في إذاعة سلطنة عمان وفي التلفزيون العماني وكذلك في الإذاعة المصرية والإماراتية والإيرانية، إضافة إلى براعته في الابتهالات والإناشيد، وكان للمغفور له الشيخ حسن الفارسي مسيرة عملية حافلة، فلقد كان مدرسا في المعهد الإسلامي بالوطية، وعمل كذلك إماما بمسجد ذي النورين بالغبرة، وعمل إماما في أكثر من مسجد من مساجد دولة الإمارات العربية المتحدة إماما وخطيبا.
لقد وهب الله المغفور له حنجرة ذهبية وموهبة كبيرة في أداء الابتهالات والموشحات والأناشيد، مما جعل الأذن تلذ للاستماع إلى تلاوته العطرة، وابتهالاته الشجية، وموشحاته الندية. لقد كان للشيخ حسن رحمة الله عليه تأثير كبير على معاصريه من محبي القرآن ومتعلميه وكذلك الشعراء والمثقفين والأدباء، فرحمك الله يا أبا عبدالبصير وغفر الله لك وأكرم نزلك.