الوضع لا يحتمل الاستهتار: مسؤوليتنا مشتركة
بقلم : رحمة بنت صالح الهدابية
نستنبط من حديث معالي وزير الصحة خلال المؤتمر الصحفي الثاني عشر للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 وتشديده على غير العادة بضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وسرده لبعض القصص التي تنم بمدى استهتار أصحابها وكأن الجائحة قد انتهت فعلا أو لعدم تصورهم لحجم وخطورة الكارثة التي تسببوا فيها بإستهتارهم وعدم تقيدهم بالإرشادات الصحيحة التي تخفف من وطأة وحدة آثار هذا الفيروس لتعذر الحصول بعد على اللقاح المناسب رغم المحاولات الكثيرة لإنتاجه والحصول عليه ؛ بأننا في وضع مقلق وخطير جدا يستدعي منا أخذ كلامه بعين الاعتبار خاصة وأن أعداد الإصابات و الوفيات في ازدياد وارتفاع مضطرد ففي اليوم الواحد بتنا نشهد من خمس إلى تسع حالات وفاة على عكس ما كنا عليه في بداية الأزمة يمر اليوم واليومين ولا نكاد نسمع عن أي وفاة تذكر.
فكما أسلفت سابقاً فالوضع خطير جداً ولا يحتمل منا كل هذا الاستهتار والتهاون الغير مبرر لأننا في مركب واحد فإن لم نتحد ونتكاتف غرقنا جميعا في لجج هذا المرض القاتل.
لذلك يجب أن تكون المسؤولية مشتركة بين المواطنين وباقي مؤسسات الدولة وعدم تحميلها لطرف والغض عن أخطاء الطرف الآخر. فهذه المسؤولية المنشودة يجب أن تتحول لواقع ملموس وليست مجرد شعارات نتغنى بها علاوة على تغليظ العوقبة على المخطئ ليردع عن خطأه إذا ما أردنا بحق تخطي هذه المحنة بأقل الخسائر لأننا لازلنا وللأسف الشديد نرى استهتار فئة من الناس وهي ليست بالقليلة في عدم التزامها والخروج من المنزل دون الحاجة في ذلك والاستهانة بمخالطة الناس في التجمعات العائلية وغيرها كذلك هنالك مؤسسات وشركات ليست ملتزمة بقرارات اللجنة العليا ناهيك عن عدم توفير المناخ المناسب للعمل في ظل انتشار هذا الفيروس وعدم المبالاة في صرف أي موظف تظهر عليه الأعراض الأولية للمرض.
فإستشعارنا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لأمر مهم وضروري فليس من المنطق أبدا ا أن ننسف جهود الحكومة في احتواء هذا المرض وصرف آلاف الريالات لتجهيز المستشفيات وتدعيمها بكل ما تحتاجه من معدات وأداوت طبية استزفت لا محالة ميزانية الدولة في سبيل مجابهة آثار وأعراض هذا المرض. وأن تذهب كذلك جهود الطاقم الطبي بكل كوادره هباءً منثوراً وقد أبلوا بلاء حسنا في رباطهم العظيم للتصدي لهذا الوباء الغادر الذي لم يتوانى منذ اللحظة الأولى من انتشاره في حصد آلاف الأرواح دون يفرق بين كبير وصغير ورجل وامرأة؛ فرفقا بهم فهم بشر مثلنا ولديهم أسر وأحباب يخافون عليهم وينتظرون عودتهم بفارغ الصبر وهم بكامل صحتهم وعافيتهم.
وعطفا على مرحلة التعايش التي نحن فيها الآن و التي على إثرها تم فتح بعض الخدمات والنشاطات التجارية في البلاد فذلك لا يعني إطلاقا بأن الجائحة قد انتهت ولكن من الضروري فتح هذه النشاطات حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج ويتأثر بذلك الاقتصاد ويتوجب علينا أن نتعايش معها بصورة صحيحة وسليمة بإلتزامنا بالتباعد الجسدي واراتداء الكمامات والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون…إلخ وفي الوقت نفسه التزام كافة مؤسسات الدولة في توفير المناخ الصحي لموظفيها وعدم هضم حقوقهم في إعطائهم إياها أول بالأول حتى يتسنى لهم العمل بروح عالية وعدم الخوف على مستقبلهم الوظيفي في ظل استمرار هذا الوباء العالمي.
ستعود الحياة سنخرج ونتسوق ونسافر ونلتقي بأحبائنا ولكن لن يحدث هذا إلا بالتزامنا بالإجراءات التي تساعدنا وتعيننا على التغلب على هذا الفيروس الفاتك فنحن نعيش في ظروف استثنائية تحتم علينا الحفاظ على أرواحنا وأرواح من نحب إلى أن يكشف المولى عز وجل عنا هذه الغمة
و تذكر عزيزي القارئ كم من أسرة فجعت بفقدانها لأم أو أب أو أحد فلذات أكبادهم، فلا تكن واحدا ممن يجلب التعاسة والحزن لأسرته ولمن يعز عليه بإستهتاره الأهوج.